السؤال 31 : بحث عن أسباب فتور التواصل العاطفي في العلاقة الزوجية وطرق استعادته.
السؤال
يا ستات ويا آنسات يا فاهمين، أنا بصراحة عندي حكاية كده قالقة بالي ومحتاجة أسمع منكم كلمة عدلة ونصيحة من القلب.
أنا متجوزة بقالي كام سنة كده، وعندي عيال ربنا يحميهم. جوزي يعني كويس في العموم، مش بتاع مشاكل ولا حاجة، وبيشوف طلبات البيت والعيال الحمد لله. بس فيه حاجة بدأت تضايقني قوي الفترة اللي فاتت، وهي إننا بقينا بعاد عن بعض شوية، بالذات في الكلام اللي بيطلع من القلب والاهتمام اللي كان في الأول.
يعني زمان كان فيه سؤال عن حالي كل شوية، مكالمة لو اتأخرت بره، كلمة حلوة الصبح وبالليل تفرح الواحد. دلوقتي الموضوع بقى روتيني قوي. بالعافية لما بنتكلم في الضروريات، ولو حاولت أفتح معاه أي موضوع فيه مشاعر أو حاجة شخصية، بحس إنه مش مركز أو مش عايز يتكلم. رده بيكون على قد السؤال وخلاص، أو يغير الموضوع بسرعة.
أنا بصراحة بدأت أحس إني لوحدي معاه في نفس البيت. بحاول أبتدي أنا بالكلام الحلو أو أسأله عن يومه بجد، بس بحس كأني بكلم نفسي. حتى لو فيه حاجة مضايقاني وعايزة أحكي وأرتاح، بحس إنه مش موجود معايا بقلبه.
فكرت كتير وقلت، هو الحب كده بيهدى؟ هو خلاص مفيش نفس الإحساس والشوق اللي كان؟ أنا والله لسه بحبه وعايزاه يكون جنبي زي الأول وأحسن كمان. نفسي أسمع منه كلام يفرح قلبي، نفسي في اهتمامه اللي كان بيخليني طايرة، نفسي أحس إني لسه مهمة عنده زي ما كنت زمان.
إيه اللي ممكن يكون السبب في ده؟ ويا ترى فيه طريقة أقدر أرجع بيها الأيام الحلوة دي وأخلي علاقتنا أحسن؟ إيه النصيحة اللي ممكن تفيدني من خبرتكم؟ ربنا يكرمكوا، أنا بجد مش مرتاحة وخايفة البعد ده يكبر أكتر.
الاجابة
يا أختي الكريمة، أفهم تمامًا ما تشعرين به، وهذا الأمر يمس الكثير من البيوت بعد مرور سنوات على الزواج. الحياة بطبيعتها متغيرة، والمسؤوليات تزيد، وهذا قد يؤثر على طريقة تعبيرنا عن مشاعرنا واهتمامنا بمن نحب. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحب قد تلاشى، بل ربما تغيرت طريقة ظهوره أو أننا لم نعد ننتبه إليه بنفس القدر.
أرى أن الخطوة الأولى هي التحدث مع زوجكِ بصراحة وهدوء. اختاري وقتًا مناسبًا لكليكما، وحاولي التعبير عن مشاعركِ دون لوم أو اتهام. قولي لهِ ببساطة أنكِ تفتقدين التواصل العاطفي العميق والاهتمام الذي كان يميز علاقتكما في البداية. شاركيهِ شعوركِ بالوحدة ورغبتكِ في استعادة ذلك القرب.
حاولي أيضًا أن تستمعي إليهِ بانفتاح. قد يكون لديهِ أسباب أو ضغوط معينة تجعله أقل قدرة على التعبير عن مشاعره في الوقت الحالي. ربما يمر بفترة صعبة في عمله أو يواجه تحديات أخرى تؤثر على حالته النفسية. محاولة فهم وجهة نظره ستساعدكما على بناء جسر من التواصل والتفاهم.
لا تترددا في استعادة بعض العادات الرومانسية البسيطة التي كانت موجودة في بداية زواجكما. قد تكون نزهة قصيرة، أو تناول عشاء هادئًا معًا، أو حتى تبادل كلمات طيبة قبل النوم. هذه اللحظات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تجديد المشاعر وتقوية الرابطة بينكما.
تذكري أن العلاقة تحتاج إلى رعاية مستمرة من الطرفين. حاولي أن تبادري أنتِ أيضًا بإظهار اهتمامكِ وحبكِ لهِ بطرق مختلفة. قد يكون ذلك من خلال سؤالكِ عن يومه، أو تقديم الدعم لهِ في أمر يخصه، أو حتى التعبير عن تقديركِ للأشياء التي يفعلها من أجلكِ ومن أجل العائلة.
الأهم هو عدم الاستسلام للشعور باليأس. التواصل الصادق والرغبة المشتركة في تحسين العلاقة هما أساس تجاوز هذه التحديات. وإذا شعرتما بصعوبة في القيام بذلك بمفردكما، فقد يكون طلب المساعدة من مستشار علاقات زوجية خيارًا جيدًا لتوجيهكما نحو فهم أعمق لبعضكما البعض وإيجاد طرق جديدة لتعزيز الحميمية والسعادة في حياتكما. أتمنى لكِ كل التوفيق.
تعليقات
إرسال تعليق